تربية الطفل.. ما هي؟

by Walaa - أكاديمية فكرة
327 المشاهدات

تُعرَّف تربية الطِّفل بأنّها عمليّة دعم الطِّفل، وتعزيز عاطفته، وتربيته وتنشئته تنشئةً جسديّة وعقليّة وفكريّة سليمة وسوِيّة

اتّبع الأجداد في تربية الأبناء قديماً أساليب مُختلفةً؛ اعتمد بعضها على العُنف اللفظيّ أو الجسديّ أو كليهما كوسيلةٍ للتّربية، أمّا في الوقت الحاضر فيفتخر الكثير من الآباء بتربية أبنائهم وتنشئتهم تنشئةً خاليةً من أساليب العِقاب والتّأديب،  خلافِ ما كانت عليه تربية الأجداد قديماً ولكن، لا تزال هناك حالات، يُعنّف فيها الطفل بحُجة “التربية”

أمّا عن طرق التربية الحديثة، فهي التي توازن بين الأمرَين، ومن النّصائح المُهمّة لتنشئة الطّفل وتعليمه وتربيته تربيةً صحيحةً ما يأتي:التّفريق بين الضَّرب والعُنف والعِقاب

العقابُ هو أسلوبٌ تربويّ، غايتُه أن يتأدّب الطّفلُ ويتعلّم ألّا يُكرّر ما وقع به من أخطاء، بينما يُستخدم مفهوما الضّرب والعُنف للدّلالة على الاعتداء بدافع الانتقام، وهذا أبعدُ ما يكون عن مفاهيم التّربية ومساعيها

ولا يُفرِّق كثيرٌ من الآباء بين مفاهيم الضّرب والعُنف والعِقاب، لدرجةِ أنّهم يُربّون أبناءَهم بطريقةٍ لا يكونُ لأساليب العقاب فيها مكان، ممّا يُسهم في ترسيخ مفهوم خاطئٍ لدى الطّفل؛ مَفاده أنّه لا يُخطئ، وأنّ كلَّ فعلَه صحيح

ولذلك يجب أن يعيَ الآباء الفرق بين هذه المفاهيم؛ ليستطيعوا توظيفها في التّربية، لا أنْ يُنحّوا العقاب عنها المُوازنة بين اللّين والشِّدة في الكلام

توجد طُرُق عديدة للتّربيةِ، منها القديمة، ومنها الحديثة، وأمّا المفيدُة منها فهي ما يُمكِّن الطّفل من التعلُّم بعُمقٍ؛ ليكون  فيما بعد فرداً صالحاً، يُعامل النّاس باتّزان وحكمة ولهذا يجب على الآباء أنْ يتّبعوا أسلوب الشّدة والحزم في كلامهم؛ مثلما فعل أجدادهم، دون أن يُغفِلوا جانب اللّين في الحديث والإقناع؛ لينشأ الطِّفلُ مُتعلِّماً مَواطِن اللّين والشِّدة، وأسلوب الإقناع والتّأثير


التّربية دون ضرب

يُعدُّ الضَّربُ من الأساليب التي تترك أثراً وعواقب كبيرةً؛ سواءً في الجانب الجسديّ أو النَّفسيّ، وذلك إنْ خرج عن حدود التّأديب والأسُس المعقولة التي يُمكن تطبيقها وقد يُؤدّي إلى انهيار شخصيّة الطفل ونفسيّته، ممّا يُؤثّر على مستقبله ويُحطّمه، ويتساءل الآباء حول أساليب التّأديب والعقاب التي يمكن أن تُحل محلّ الضّرب، فيحتارون في هذا الخصوص.

لكن في الأحوال كلّها، يجب تجنُّب ضرب الطّفل تحتَ أيّ ظرف؛ لأنّ الطّفل لا يُدرك ما يقوم به، ولا يُميّز بين الصّحيح والخاطئ، كما لا يقصد الوقوع في الخطأ؛ ولأجل ذلك يجب ألّا يُعاقب بالضَّرب


مراحل نمو الشخصيه

 يفترض علماء نفس النموّ أنّ هناك مراحل مميّزة في حياة الإنسان، تختلف اختلافاً كليّاً عن صفات، وخصائص المراحل الأخرى التي يمرّ بها أثناء فترة حياته، ويمكن ملاحظة هذه التغيّرات عن طريق مراقبة الأطفال في الأسرة الواحدة، أو الطلبة في صف واحد لوضع معايير، وخصائص محددة لها، برغم وجود الفروقات الفردية التي تميّز البشر عن بعضهم البعض

يمكن تعريف مفهوم المرحلة العمريّة بأنّه: مجموعة من الخصائص، والصفات والمميّزات التي تنطبق على أغلبية الأفراد من الفئة العمرية نفسها، ومثال على ذلك مرحلتي الطفولة والمراهقة

علم النفس المراحل العمريّة مرحلة الرضاعة تمتدّ مرحلة الرضاعة من فترة الولادة إلى السنة الثانية، وتعتبر من أهمّ المراحل التي يمرّ بها الإنسان، إذ يبدأ منها نموّ الشخصية الإنسانيّة، حيث أكّد عالم النفس الأمريكيّ هادفيلد أنّ هذه المرحلة توضح أساس الشخصيّة الإنسانيّة، وتجلي معالمها، خصوصاً إن كانت عوامل النموّ النفسيّ في هذه المرحلة سويّة، وسليمة، ولَم تتعرض لأي انتهاكات نفسية من أي نوع


يتّصف الرضيع في هذه المرحلة بأنّه كائن اجتماعيّ في حدود معارفه المحدودة، ويمكن تلخيص أهمّ مظاهر النموّ الاجتماعيّ في هذه المرحلة كالتالي: يبدأ الطفل بالاستجابة الاجتماعيّة في النصف الأوّل من هذه المرحلة، ويبدو عليه الاهتمام بما يجري حوله، كأن يفرح بمداعبة الآخرين له، أو يتواصل بصريّاً مع المتحدّث إليه وكأنّه يقرأ لغة الشفاه ليتعلّم منها. يكوّن علاقات اجتماعيّة مع الكبار في نهاية السنة الأولى من عمره، حيث يرتبط بعلاقة قويّة مع والديه، وأخوته، ثمّ بالأشخاص الآخرين الموجودين في المحيط الذي يتواجد به. تزداد دائرة التعارف الاجتماعي لدى الطفل في بداية السنة الثانية من عمره، حيث يبدأ بإنشاء علاقات مع الأطفال الآخرين، ولكن ضمن إطار لعب فرديّ غير تعاونيّ، بمعنى أنّه يأبى مشاركتهم بألعابه الخاصّة، أو أي شيء من ممتلكاته. مرحلة الطفولة المبكرة تمتدّ مرحلة الطفولة المبكرة من سن الثانية إلى عمر الستة سنوات، ويطلق على هذه المرحلة اسم مرحلة ما قبل المدرسة، إذ تتضّح فيها أكثر معالم الشخصيّة لدى الطفل، وتبدأ سلوكياته بالنضوج، والتبلور، بحيث يمكن تصنيف شخصيّة الطفل بحسب سلوكياته في هذه المرحلة، كأن يصنّف بالشخصيّة الهادئة، أو العنيدة، أو المشاكسة. ومن أهمّ مظاهر النمو الاجتماعي لمرحلة ما قبل المدرسة ما يلي: يبدأ الطفل بتكوين صداقات محدودة، قد تكون مع طفل، أو طفلين فقط في إطار العائلة، أو الجيران. تزداد المشاجرات بينه وبين أصدقائه، لعدم قدرته على تفهم نمط اللعب الجماعي، التعاونيّ

يقبل على مساعدة والديه، والآخرين ضمن مواقف معينة، لا تتعارض مع مصالحه الشخصيّة. يتقبل النقد من والديه، ويستطيع تقدير مفاهيم الخطأ، والصواب في مواقف عديدة يفضّل المنافسة في الحصول على الأشياء التي يرغب فيها. يستطيع تمييز منظومة التعاليم الدينيّة، والقيم الأخلاقيّة، والمعايير الاجتماعيّة، ومبادئ السلوك السويّ التي لقنت إليه من والديه، ومدرسته، والمجتمع. يتأثر بصراعات الكبار لحد كبير، الأمر الذي يصل أن تحدث له اضطرابات سلوكية، ونفسية قد تمتد معه طوال العمر. مرحلة المراهقة تمتدّ مرحلة المراهقة من سن الثانية عشر إلى سن الثامنة عشرة، وتعتبر المراهقة مرحلة انتقاليّة من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد، حيث يبدأ الطفل فيها بالنضج الجسميّ، والجنسيّ، والعقليّ، والنفسّي في آن معاً، وتتّحدد معالم شخصيّته النهائيّة، بمعنى آخر تتضّح معالم سلوكياته، وتوجهاته بشكل أكبر من المراحل التي سبقتها


ومن أهمّ مظاهر النمو الاجتماعي لهذه المرحلة ما يلي: تبقى عمليّة التنشئة الاجتماعيّة مستمرّة من قبل الوالدين، والمجتمع، إذ يتعلّم المراهق القيم، والمعاييرالاجتماعيّة من المدرسة، والمجتمع. يميل للتواصل الاجتماعي بشكل كبير، ويفضل قضاء ساعات طويله مع أصدقائه. تزداد ثقته بنفسه، ويقدر شخصيته جداً، ويرتفع في داخله مفهوم الأنا حتى أنه يتخيل بأنه أفضل من جميع من حوله. يفضّل الأشياء الغريبة، وغير المألوفة من اللباس، والإكسسوارات

يميل إلى الاستقلال في كل شيء في حياته الخاصّة، ويطمح بأن يكون زعيماً، أو قائداً للمجموعة التي ينتمي إليها. يبدي استياءه من أيّ شيء بوضوح، ويعبر عن ذلك بالصراخ، والغضب. تنمو لديه القيم الاجتماعيّة التقليديّة التي تفرض عليه من المجتمع. مرحلة الرشد تمتدّ مرحلة الرشد من سن الثامنة عشر إلى سن الخمسين، وتميل هذه المرحلة للوضوح في معالم الشخصية الإنسانية بشكل أكبر، إذ يتوقّف عليها مطالب جديدة تصنف بأنها مطالب مصيرية كاختيار شريك الحياة، وتكوين أسرة جديدة، والاندماج في المجتمع، وطلب العمل وممارسة المهنة، وتحيق التوافق المهني ، والسعي لتكوين مستوى اقتصاديّ مناسب له، ولعائلته الجديدة

ومن أهمّ مظاهر النمو الاجتماعي لهذه المرحلة ما يلي: يكمل الراشد تعليمه، ويسعى في البحث عن عمل، وتكوين حياة مستقرة خاصة به. ينضج اجتماعياً، ونفسياً، وعقلياً، وانفعالياً، وأي اضطراب فيها يؤثر في النمو الاجتماعي لديه. يميل إلى تكوين علاقات أكبر ضمن محيط العمل، والأسرة، والأقارب. يتأثر جداً بالمفهوم المجتمعي الكائن عن العادات، والتقاليد، والقيم المجتمعية وغيرها. مرحلة الشيخوخة تمتد مرحلة الشيخوخة من سن الستين إلى نهاية العمر، وتتّصف هذه المرحلة بالنضج، والوقار، إذ يصل الإنسان فيها لمرحلة أقرب إلى الشبع، والاكتفاء المعرفي في جوانب عديدة من الحياة، حتى أنّه يستطيع تقدير الأمور، وحلّها قبل وقوعها بحكم الدراية، والخبرة الطويلة التي مر بها، إذن، هي مرحلة تتصف بالحكمة، والرزانة أكثر من أي وقت مضى من عمر الإنسان

ومن أهمّ مظاهر النمو الاجتماعي لهذه المرحلة ما يلي: وهن جسمي، ونفسيّ بشكل عام، وضعف القدرة على أداء الأعمال كما في السابق. ضعف الذاكرة ، وتشتّت الانتباه، والتأثر الانفعالي القوي، والحساسية النفسية لأي موقف يحدث حوله. يميل للاهتمام بنفسه أكثر، حتى أن علاقاته الاجتماعية تكاد تنحصر في نطاق الأسرة فقط

Leave a Comment

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Are you sure want to unlock this post?
Unlock left : 0
Are you sure want to cancel subscription?
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00